فى التدوينة دي هنلخص اللى كتبته الثرية الصينية فيرونيكا شو Veronica Chou 曹穎惠 في مجلة انتربنور الأمريكية.
فيرونيكا شو بنت رجل أعمال صيني ناجح جدا، ابوها علمها أنها لو اشتغلت بجد وتعب، النجاح لازم هيجى، عشان كده فى سنة 2008 وسنها 24 سنة.
أسست شركة أزياء اسمها Iconix China وكانت ذكية جدا، فاعتمدت على طريقة جديدة في السوق الصيني رغم القوانين الصينية اللى هدفها–بشكل مش صريح – انها تمنع غزو العلامات التجارية والماركات غير الصينية للصين. الشركة دى كانت شراكة مع والدها وكانت في هونج كونج.
أفكار جديدة
اتفقت فيرونيكا مع بيوت الأزياء العالمية عامة والأمريكية خاصة، انها تاخد حق الاستغلال التجاري الوحيد للعلامة التجارية في الصين، واتفقت مع شريك خبير أزياء صيني يأسس شركة جديدة تتعامل مع العلامة التجارية دى في السوق الصينية، ومع نجاح الشركة تم طرح أسهمها في البورصة الصينية، وكررت الموضوع تانى مع بيت أزياء جديد.
البطلة فيرونيكا استغلت علاقات والدها فى كده. طبعا الجملة دى متقللش من المجهود الكبير اللي عملته فيرونيكا عشان تشتهر العلامات التجارية دى لحد ما وصلت 20 علامة تجارية عالمية مشهورة بتزين الملابس والشنط والأحذية وكل اللى بتحبه النساء، وبتتباع في أكتر من ألف فرع في الصين.
في سنة 2015 باعت فيرونيكا نصيبها في الشركة، مشكلة فيرونيكا كانت ميراثها من ثروة والدها كانت 2.7 مليار دولار، وإنها اى مكان هتروحه الناس هتفتكر أن والدها وعيلتها كانوا السبب ان حياتها تكون سهلة، وعشان كدة سافرت في رحلة بحث عن الذات عشان تعرف المشروع التانى اللى هتعمله.
إقرأ المزيد: التسويق بالأسرار – أرجوك متقولش لحد
يوريكا – وجدتها!
البحث ده خد 4 سنين، زارت فيه بلاد العالم، لحد ما جه يوم كانت بتتمشى في ربوع نيبال وشافت راهب بوذي Monk بيرسم لوحة فنية فوايد بيعها بتروح للمعبد، اللوحة دى بتعكس تناغم العالم اللى بنعيش فيه، وهدفها ان اللى يشوفها يتأمل في الحياة وفي أعماق نفسه لحد ما يوصل للتناغم المطلوب فى الحياة.
اسم الرسمة أو اللوحة دى كان ماندالا وهي معناها الدايرة المرسومة بعناية ودقة، لحد ما بقي الاسم بيرمز للمخططات والأنماط الهندسية – والعهدة على ويكيبديا.
لفتت الماندالا انتباهها، وفضلت فيرونيكا تتعمق فيها وفي معانيها واشترت 10 لوحات من الراهب ده عشان تفكر اكتر.
اكتشفت فيرونيكا ان الدايرة بتدل على التداخل المنظم بين كل شيء في الحياة، ووصلت أن الدايرة المرسومة ممكن تعتبرها عجلة الحياة، وبتدل على ضرورة تواصل كل شيء عشان العجلة تفضل تدور…
أهدت فيرونيكا شوية من اللوحات العشرة دى، وسابت 3 معروضة في بيتها، عشان تفكرها دايما بالنظرة والفكرة دى.
النظرة الفلسفية دى وصلتها لمبدأ إعادة التدوير عشان توصل للتناغم المطلق في الحياة باللي يساعد على بقائها واستمرارها…
فيرونيكا شافت أن مجال خبرتها الكبير هو صناعة الأزياء والملابس، والصناعة دى مشهورة جدا بأنها بتسيب وراها قدر كبير جدا ومؤلم من الفاقد والهادر…
ربطت فيرونيكا النقط مع بعض وقررت أن مشروعها التاني هيكون دار أزياء بتعتمد بالكامل انها تعمل إعادة تطوير هتستخدم مواد صديقة للبيئة وتحقق أقل بصمة كربونية ممكنة في طرق التصنيع اللي بتستخدمها لصناعة الأزياء والملابس الخاصة بيها، وعشان تسيب أقل قدر من المخلفات؛ مخلفات مش ضارة بالبيئة.
في أكتوبر 2019 نفذت شركتها الجديدة للأزياء النسائية واللى اسمها: الكل والكل أو Everybody & Everyone واللي بتركز من اول يوم على المكونات والمواد الخام الدايمة والناتجة من إعادة التدوير مع إنتاج أقل قدر من انبعاثات الكربون في عمليات التصنيع وإدارة الشركة دى وبتبيع على الانترنت وبتركز على السوق الأمريكي في البداية خصوصا أن مصانعها هناك كمان، واتبعت الشركة برنامج لاعادة الملابس القديمة اللى اتباعت قبل كده عشان تعملها إعادة تدوير وتستخدمها في منتجات الشركة.
وبسبب وباء كورونا وقفت الشركة الجديدة عملياتها بشكل مؤقت.
نهاية القصة
دلوقتى مش عايز منك تركز على البطلة ولا على والدها ولا ثروتها، ركز على النقطة الأهم: ازاى خلت رسمة / لوحة فنية تساعدها توصل لهدف جديد في الحياة، تحدي جديد، شركة جديدة.
من واقع خبرتي الضعيفة في الكتابة عن قصص النجاح في عالم الشركات، اكتشفت أن اللى بيتعب وينجح وبعدين يبيع شركته، بيحس بندم وحيرة بعدها، ويروح في جوانب المجهول ويطلب أن الناس تنساه، إذا محاولش يكتشف نفسه ويرجع من جديد بفكرة جديدة وتحدي جديد.
الاتنين متساويين: سواء اللى لقى فكرة وتعب عليها ونجح فيها وبعدين باعها – واللى لسه ملقاهاش.
الفكرة الجديدة اللي بتجيلك وتاخد قلبك وتسيطر على عقلك بالكامل، دى نعمة كبيرة جدا… ممكن تلاقيها لكن محتاجة تفكير عميق،
اللى عاوزك تخرج بيه: إنك تستمر في البحث والتفكير وتبص على بيئتك، ده الطريق اللى هتلاقى منه فكرة مشروعك الجاى. ومحدش هيعملها غيرك.
كلام فاضي
اعتقد ان التعليق المثالي اللى بتوقعه على تدوينة زى دى:
ماشى، بس أول درس من وباء كورونا هو أننا لو محافظناش على الطبيعة، مش هتحافظ الطبيعة علينا وهتطلعلنا طرق تأديب وتذكير اكتر.
كمية كبيرة من العلماء قالوا أن فيروس كورونا ممكن يتطور ويرجع من جديد بشكل مميت ممكن يقضي على البشر، وعشان كدة فواقعنا الحالي بيأكد على أن بقاء البشر بيعتمد على احترامهم للطبيعة، ومن ضمن طرق الاحترام دى الصناعات اللى معتمدة على إعادة التدوير، واللي حاسس ان هيكون ليها دور كبير في المستقبل.
مهم: 11 درس من الحياة والتجارة
طبعا ده رأيي الشخصي واجتهادي الفردي وليك كل الحرية.
اللى اقصدة من التدوينة ده انى ألفت انتباهك لأهمية البحث والتفكير وانك تاخد الأفكار من بيئتك– وكمان عشان تعمل إعادة التدوير اللي ممكن تكون مطلوبة في الفترة الجاية.
فكرة مشروعك التاني قدامك، أنت بس محتاج للتفكير عشان تظهر لك واضحة.
أنا ما أعرفهاش وما أعرفش ازاى تلاقيها… ده دورك أنت يا بطل.