اللى اتعلمته من التدوين هو لما تبقى غزة محل اهتمام بيتحول المزاج العام للزوار انهم عاوزين يقراوا كلمات عن الهجوم، ولو كتبت غير كدا، الهجوم بيكون من نصيبى انا، وعشان كدة اختارت ان ابعد عن الكتابة الفترة اللى فاتت تجنبا لمعارك مفيش منها فايدة، كمان اكتشفت ان تدوينات التفاؤل والنجاح في الأوقات دى تحديدا، بتعتبر زى استفزاز لمشاعر الزوار، وده اللى خلانى محتار اكتب عن ايه؟!
في المواقف اللى زى دى، بيجى التسويق قدام عينى، وفوقيه نور مشاكس وبيلمع ويجبرك تنتبه ليه، وفى الفترة الأخيرة لاحظت كذا تدوينة بتشكر في كتاب Shopper Marketing، فقررت في لحظة عفوية ان اقرأه.
لكن أولا ايه هو التسويق للمتسوقين؟
إقرأ المزيد: افضل طريقة تعرف بيها مشروعك التاني
الكتاب بيحاول يعرف القارئ المهتم بالتسويق على مبدأ جديد هو “البيع والتسويق للمتسوقين” مش العملاء.
والمقصود هنا انه يعظم فوايد الـ Customers مش الـ Shoppers لشريحة البيع في المحلات الكبيرة زى كارفور و بنده وسبينيس واللى زيهم.
الكتاب كله عبارة عن تدوينات مختلفة كتبها ناس متخصصة في فن التسويق , التدوينات دى معناها انك مش لازم تقرأ الكتاب بالترتيب , لكن ممكن تقرأ اى فصل انت عايزه.
تجربة نستله في روسيا
الكتاب بيساعد اللى شغالين في المحلات اللي قولنا عليهم، انهم يعرض بضاعتهم بطريقة كويسة، عشان يزودوا المبيعات وعشان يساعدوا المتسوقين انهم يشتروا،
في فصل إتكلم عن تجربة شركة نستلة في روسيا واللى دخلتها سنة 1996 ، وبدأت بعدها تراقب وتدرس سلوك المتسوقين الروسيين وهو شبيه بسلوك المتسوقين في بلدنا، الجميل في القصة ان شركة نستله راقبت من نفسها أداء كل محل كبير بيعرض منتجاتها ودرست سلوك المتسوقين وقدمت نصايح لكل محل وكانت نتيجتها ان مبيعاتها زادت.
اعرض الشيكولاته في مكان ظاهر في أول المحل
من ضمن النصايح لواحد من المحلات، كانت انه يحط رفوف الشيكولاتة في مكان منور وقريب من أماكن سير المتسوقين، لان قرار شراء الشيكولاتة بيكون عفوى، من غير نية قبلها وعشان كده اقترحت نستله على المحلات انهم يحطوا رفوف الشيكولاتة في اول الممرات مش جواها.
بحيث انك لما تمشى وتنتقل من ممر للتانى، تلاقى رفوف الشيكولاتة معروضة بالعرض في اول الممر، الفكرة البسيطة دى زودت المبيعات بمعدل 20% في 3 شهور.
ترتيب البضاعة فن كبير ممكن يزود مبيعاتك للضعف
الكتاب بيشرح قواعد المنتجات والبضاعة اللي لازم تترتب جنب بعضها، ومين فيهم اللى تحطها في اكتر من مكان،
لكن الأهم من كده انه بيأكد على ان سلوك المتسوقين بتتغير باستمرار وانك لازم تراقب التغييرات دى وتتفاعل معاها.
اهم نصايح الكتاب
- التسويق زى الرحلة، لازم هتاخد فيها قرارات غلط! واكيد هتتوه فيها، لكن لازم تتقبل الموضوع ده وتكون مستعد ليه ويكون عندك مرونة ومتفضلش مكمل في الطريق الغلط، كمان بيأكد الكتاب انك لازم تتعلم دايما من المتسوقين.
- اما اكتر حاجة لفتت انتباهى في الكتاب هي ان شركة نستله حاولت بسرعة انها تساعد المحلات اللى بتبيع منتجاتها انها تفهم عقلية المتسوقين، ولما وضحت ليهم بالمثال العملى ان في تغييرات بتزود الأرباح،
اصحاب المحلات دى مبقوش يقاوموا الافكار دى، وبعد ما كان الروسيين مبيغيروش رأيهم بسهوله وبيبصوا لاقتراحات نستله بسخرية، بقوا مهتمين اكتر ومتقبلين النصايح دى وبينفذوها بسرعة، وده اللى لازم شركاتنا العربية تاخد بالها منه وتحاول تقلده.
مهم: 11 درس من الحياة والتجارة
في النهاية: الكتاب ده موجه للناس اللى عندها احتكاك يومى بالناس اللى بتعمل شوبينج وبيعرض تجارب ونتايج لدراسات تسويقية اتعملت في نفس ظروف البيئة دى، وبالتالي معتقدش ان ده هيكون مناسب للقارئ العادى المهتم بالتسويق عامة.